موضوع: دراسة رواية اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك الأربعاء فبراير 20, 2013 2:34 am
الحمد لله وحده والصلاه والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد؛ هذا الموضوع لدراسه روايه "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" من ناحيه الإسناد دون التطرق لنقد المتن وبيان مخالفته لأصول الشريعه، وما جاءت به لرفع الظلم وعدم الرضا به، ولعلي أتطرق لذلك في مشاركات قادمه إن شاء الله. فأقول وبالله تعالى التوفيق: المتن المشهور لهذه الروايه ما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: "نعم"، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: "نعم" قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: "نعم"، قلت: كيف؟ قال: "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس" قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع" أخرجه مسلم متابعه (3/1476) واللفظ له، والطبراني في الأوسط (2893)، و الحاكم في المستدرك (8533). أما مسلم فأخرجه من طريق معاويه ابن سلام قال حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام عن حذيفه به. وهذا إسناد مرسل. أبو سلام هو: ممطور الأسود الحبشى ويقال النوبى ويقال الباهلى، أبو سلام الدمشقى الأعرج. وهو من ثقات التابعين إلا أنه لم يسمع من حذيفه شيء. قال الدارقطني في (الإلزامات والتتبع، ص181) فيما انتقده على مسلم: "وأخرج مسلم حديث معاوية بن سلام عن زيد عن أبي سلام قال: قال حذيفة: كنا بشر فجاءنا الله بخير. وهذا عندي مرسل، أبو سلام لم يسمع من حذيفة ولا من نظرائه الذين نزلوا العراق لأن حذيفة توفي بعد قتل عثمان رضي الله عنه بليال، وقد قال فيه حذيفة فهذا يدل على إرساله". وقال (ص182): "أبو سلام لم يسمع من حذيفة، ولا من نظرائه الذين نزلوا العراق، لأن حذيفة توفي بعد قتل عثمان، رضي الله عنه، بليال". وقال الذهبي في (السير 4/355): "حدث عن: حذيفة، وثوبان، وعلي، وأبي ذر، وعمرو بن عبسة، وكثير من ذلك مراسيل، كعادة الشاميين يرسلون عن الكبار". وقال ابن حجر في (تهذيب التهذيب 10/296): "أرسل عن حذيفة وأبي ذر وغيرهما". وذكره العلائي في (جامع التحصيل ، ص286) في باب ذكر الرواة المحكوم على روايتهم بالإرسال عن ذلك الشيخ المعين، وذكر إرساله عن حذيفه. وقال الإمام النووي في (شرح صحيح مسلم 12/ 237-238) بعد أن ساق كلام الدارقطني: "وهو كما قال الدارقطني، لكن المتن صحيح متصل بالطريق الأول، وإنما أتى مسلم بهذا متابعة كما ترى، وقد قدمنا في الفصول وغيرها أن الحديث المرسل إذا روي من طريق آخر متصلاً تبينا به صحة المرسل ، وجاز الاحتجاج به ، ويصير في المسألة حديثان صحيحان ". والذي قاله رحمه الله يستقيم إن لم يكن الطريق المرسل فيه زياده أفادت حكم أو مخالفه لمتن المتصل؛ فالطريق الصحيح المتصل المتفق عليه – سيأتي تخريجه - ليس فيه زياده أبو سلام "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" ، ولذا عقب الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في تحقيقه على (الإلزامات والتتبع ص182) فقال: " وفي حديث حذيفة هذا زيادة ليست في حديث حذيفة المتفق عليه وهي قوله وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك! فهذه الزيادة ضعيفة لأنها من هذه الطريق المنقطعة". أما الطبراني فرواه من طريق عمر بن راشد اليمامي ، ورواه الحاكم من طريق سويد أبو حاتم اليمامي كلاهما عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفه بنحوه. قلت: عمر بن راشد اليمامي ضعيف وفي روايته عن يحي بن أبي كثير نكاره، قال الإمام أحمد رحمه الله في (العلل 3/108، 4432) "حديثه حديث ضعيف، حدث عن يحيى بن أبي كثير أحاديث مناكير، ليس حديثه حديثًا مستقيمًا" و قال عنه الدارقطنى في سؤالات البرقانى: متروك. وقال أبو بكر البزار: منكر الحديث، حدث عن يحيى و غيره بأحاديث مناكير. (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/446). و سويد أبو حاتم اليمامي مجهول، قال الشيخ مقبل رحمه الله في تعليقه على المستدرك (4/672) "سويد أبو حاتم اليمامي لا أدري من هو, ليس بسويد بن إبراهيم أبي حاتم المترجم في تهذيب التهذيب فليس في نسبته يمامي, وليس بسويد بن عبيد العجلي فليس في نسبته يمامي" كذلك سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي أبو زيد بن سلام مجهول! وللروايه شاهد من حديث خالد بن سبيع اليشكري أخرجه الطيالسي في مسنده (444)، وأحمد في المسند (5/403)، وابن أبي شيبه في مصنفه (15/ من طرق عن أبي التَّيَّاح عن صخر بن بدر، وأخرجه أبو داود في السنن (4244)، وأحمد في المسند (5/403)، والبزار في مسنده (2959) و(2960)، والحاكم في المستدرك (8332) من طرق عن قتاده عن نصر بن عاصم، كلاهما (صخر بن بدر، ونصر بن عاصم) عن خالد بن سبيع انه سمع حذيفه يقول: كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت هذا الخير الذي كنا فيه هل كان قبله شر؟ وهل كائن بعده شر؟ قال: "نعم" قلت: فما العصمة منه؟ قال: "السيف" قال: فقلت: يا رسول الله فهل بعد السيف من بقية ؟ قال : "نعم، هدنة" قال: قلت: يا رسول الله ، فما بعد الهدنة؟ قال: "دعاة الضلالة، فإن رأيت خليفة فالزمه وإن نهك ظهرك ضربا وأخذ مالك، فإن لم يكن خليفة فالهرب حتى يأتيك الموت وأنت عاض على شجرة" قال: قلت: يا رسول الله، فما بعد ذلك؟ قال: "خروج الدجال" قال: قلت: يا رسول الله، فما يجيء به الدجال؟ قال: "يجيء بنار ونهر، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره حبط أجره ووجب وزره" قال: قلت: يا رسول الله، فما بعد الدجال؟ قال: "لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة". مع اختلاف يسير في الألفاظ . قلت: الطريق الأول فيه صخر بن بدر العجلي وهو مجهول ليس له إلا هذه الروايه ولم يرو عنه إلا أبو التياح (انظر ميزان الإعتدال 2/308). أما الطريق الثاني فقتاده وهو مشهور بالتدليس لم يصرح بالسماع من نصر بن عاصم الليثي. ثم أنه قد اختلف على نصر بن عاصم فرواه عنه حميد بن هلال من غير هذه الزيادات، أخرجه الطيالسي في المسند (443) ، وأحمد في مسنده (5/386)، وابن أبي شيبه في مصنفه (15/9)، والنسائي في الكبرى (7978)، وابن حبان في صحيحه (5963) من طرق عن سليمان بن المغيره عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن خالد بن سبيع عن حذيفه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر، وعرفت أن الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه " ثلاث مرار، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة وشر" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرار، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال: "هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء"، قال: قلت: يا رسول الله، الهدنة على دخن ما هي؟ قال: "لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرار قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة عمياء صماء، عليها دعاة على أبواب النار، وأنت أن تموت يا حذيفة، وأنت عاض على جذل، خير لك من أن تتبع أحدا منهم" مع اختلاف يسير في الألفاظ، واللفظ لأحمد. قلت: الإسناد إلى خالد بن سبيع صحيح لا مطعن فيه؛ سليمان بن المغيره إمام ثقه، قال عنه شعبه سيد أهل البصره (انظر التهذيب 12/69) حميد بن هلال هو ابن هبيره ثقه من رجال الشيخين قال عنه قتاده ما كان بالبصرة أحد أعلم من حميد بن هلال، ما أستثني الحسن ولا ابن سيرين (التاريخ الكبير للبخاري 2/346، 2700) ونصر بن عاصم الليثي وثقه النسائي وابن حبان والذهبي وابن حجر (انظر التهذيب 29/347) وغير هذا فقد جاء في روايه صخر وروايه قتاده ما يدل على نكارتهما فقوله في روايه صخر بن بدر العجلي [فما بعد الدجال؟ قال: "لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة" وفي روايه أحمد "لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة" ] وفي روايه قتاده عند البزار وأبي داود والحاكم ["ثم يخرج الدجال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره، وجب أجره، وحط وزره، ومن وقع في نهره، وجب وزره، وحط أجره»، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم هي قيام الساعة" ]والمعنى واحد. مخالفه صريحه لما رواه مسلم (2940) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين - لا أدري: أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتى تقبضه " قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا". وفي الباب أيضًا عن عائشه وأبي هريره. والظاهر أن النكاره من قبل صخر بن بدر وليست من خالد بن سبيع، لما سبق من روايه نصر بن عاصم من غير هذه الزيادات المنكره. ثم أن خالد بن سبيع نفسه الذي عليه مدار الروايه مجهول وليس له في كتب السنه فيما وقفت عليه إلا هذه الروايه، وإن وثقه ابن حبان والعجلي فعلى قاعدتهم في توثيق المجاهيل، وقال عنه ابن حجر مقبول، أي: عند المتابعه وإلا فلين كما أشار في مقدمه التقريب، ولا أعلم له متابع هذا غير أن المحفوظ عن حذيفه روايه أبو ادريس الخولاني المتفق عليها، أخرجها البخاري (3606) و(7084)، ومسلم (1847)، وابن ماجه في سننه (2/1317)، وأبو عوانه (7166) و (7167)، والبزار في مسنده (2962)، من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم" قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن" قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر" قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ فقال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" قلت وقد تابع أبا إدريس كل من زيد بن وهب وعبد الرحمن بن قرط. فأخرج الطبراني في الأوسط (4/29)، والبزار في المسند (2811) من طرق عن يزيد بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب، عن حذيفة رضي الله عنه بنحوه. وأخرج النسائي في الكبرى (7976)، وابن ماجه في سننه (3981)، والبزار في المسند (2961)، والحاكم في المستدرك (8330) من طرق عن حميد بن هلال عن عبد الرحمن بن قرط بنحوه. وأخرج الطبراني في الأوسط (733) بسنده عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن عبد الرحمن بن قرط. إلا أن ابن قرط مجهول. يبقى أن لقوله "وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" شاهد أخر من حديث عباده بن الصامت أخرجه ابن حبان في صحيحه (4562) و (4566)، وابن أبي عاصم في السنه (1026)، والشاشي في المسند (1221) و (1225)، وابن زنجويه في الأموال (24)، من طرق عن مدرك بن سعد أبو سعد الفزاري قال سمعت أبا النضر حيان قال حدثني جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "يا عبادة اسمع وأطع في عسرك ويسرك , ومنشطك ومكرهك , وأثرة عليك , وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك , إلا أن تكون معصية الله بواحا" قلت: جناده بن أميه تابعي ثقه، وقيل له صحبه. أبو النضر: هو حيان الأسدي وثقه ابن معين وقال عنه أبو حاتم صالح (الجرح والتعديل 3/244). مدرك بن سعد الفزاري: سئل عنه أبو حاتم فقال: لا بأس به (الجرح والتعديل 8/328، 1516) وقال أبو داود: لا بأس به (سؤلات الآجري 5/20) وقال أبو مسهر: صالح يؤخذ من حديثه المعروف (تاريخ دمشق 57/186) إلا أن زياده "وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك" شاذه! تفرد بها مدرك بن سعد عن أبي النضر وقد اختلف عليه فرواه سعيد بن عبد العزيز عنه من غير هذه الزياده كما عند أحمد في المسند (5/321). وسعيد بن عبد العزيز هو ابن أبي يحيى التنوخي وهو امام ثبت أنزله الإمام أحمد بمنزله الأوزاعي، حين سئل عنه قال ليس بالشام رجل أصح حديثا من سعيد بن عبد العزيز ، هو والأوزاعى عندى سواء وقال أبو حاتم: كان أبو مسهر يقدم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعى (راجع ترجمته في التهذيب 10/539). وكما سبق من كلام الأئمه أن سعد بن مدرك لا يؤخذ من حديثه إلا ما وافق فيه الثقات فكيف وقد خالف التنوخي! ثم قد اختلف ايضًا على جناده بن أميه، فرواه جماعه من الثقات عن جناده من غير هذه الزياده: فأخرجه البخاري في صحيحه (7056)، ومسلم (1709) وأبو عوانه (7124)، وابن أبي عاصم في السنه (1034)، من طرق عن بكير بن عبد الله الأشج، عن بسر بن سعيد، عن جنادة بن أبي أمية، قال: دخلنا على عبادة بن الصامت، وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: "أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان" وبسر بن سعيد امام ثقه سئل عنه أبو حاتم فقال: هو من التابعين لا يسأل عن مثله. (الجرح والتعديل 2/432) وأخرجه أحمد في المسند (5/321)، وابن أبي عاصم في السنه (1028)، والطبراني في معجم الشاميين (225) من طرق عن عمير بن هانئ عن جناده بن أبي أميه به. وعمير بن هانئ ثقه من رجال الشيخين. وأخرجه البزار (2698) بسنده عن يحيى بن أبي كثير بنحوه. قلت: في سند البزار محمد بن كثير متكلم فيه؛ إلا أن حديثه يصلح للإعتبار كما قال الذهبي، ويحيى ابن كثير امام حجه كان شعبه يفضله على الزهري (انظر الجرح والتعديل 9/141) غير أن حديث عباده بن الصامت هذا مشهور من روايه عباده بن الوليد بن عباده بن الصامت عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مروي من طرق عده ليس في أي منها هذه الزياده الشاذه! فأقول:أخرجه مالك في الموطأ (2/444-445) عن يحيى بن سعيد، وأخرجه البخاري في صحيحه (7199)، والنسائي في الكبرى (7724)، وابن حبان في صحيحه (4547)، وأبو عوانه (7121)، والشاشي في المسند (1180) و(1181) و(1188)، وابن زنجويه في الأموال (25)، كلهم من طريق مالك عن يحيى بن سعيد، وأخرجه النسائي في الكبرى (7722) و (7723) و (7727)، وابن ماجه (2866)، والحميدي (393)، وأحمد (3/441) و (5/314)، وابن الجعد (1733)، وأبو عوانه (7119) و (7120)، والشاشي في المسند (1185) و (1189) و(1190)، وابن أبي شيبه في المصنف (15/57)، وابن أبي عاصم في السنه (1029)، من طرق عن يحيى بن سعيد، قال أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيث ما كنا لا نخاف في الله لومه لائم. قلت: وقع في بعض الطرق: عن عباده بن الوليد أن عباده بن الصامت قال "بايعنا رسول الله ...الحديث" فأُسقِط الوليد بن عباده، وعبادة بن الوليد وإن كان سمع من جده عبادة بن الصامت، لكن الصواب في هذا الإسناد زيادة عن أبيه بين عبادة بن الوليد وبين عبادة بن الصامت. وأخرجه ابن ماجه (2866)، وأبو عوانه (7199)، والشاشي في المسند (1189)، وابن أبي شيبه في المصنف (37257)، وابن أبي عاصم (1029) من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه بمثله. وأخرجه النسائي في الكبرى (7726)، وابن ماجه (2866)، وأحمد في المسند (5/316)، والشاشي في مسنده (1189)، وابن أبي شيبه في المصنف (37257)، وابن أبي عاصم في السنه (1031) من طرق عن محمد بن إسحاق عن عبادة بن الوليد به. وأخرجه النسائي في (الكبرى 7727)، وأحمد في المسند (3/441)، وابن الجعد (1733)، وابن أبي عاصم في السنه (1032) من طرق عن سيار بن أي سيار به. وأخرجه النسائي في الكبرى (7725)، وأبو عوانه (7123) من طرق عن الوليد بن كثير به. وأخرجه أبو عوانه (7122)، وابن أبي عاصم في السنه (1030) من طرق عن ابن الهاد به. وأخرجه ابن ماجه (2866) من طريق ابن عجلان به. الخلاصه:زياده وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" لم تثبت من حديث حذيفه لمجيئها من طريق مرسل وأخر ضعيف جدًا، وفي حديث عباده هي زياده شاذه تفرد بها سعد بن مدرك، كما بينت أعلاه.